من منا لا يحب السفر؟
خصوصا امثالنا من الذين نشاوا مغتربين خارج مصر , وبالتالي احببنا السفر والطيران لانه بات الوسيلة التي تربطنا بوطننا واهلنا في اجازة الصيف .
ولكن حدث معي ان تطور الأمر الى ولع بالسفر والطيران , ومنذ طفولتي وانا اهتم وأقرأ كثيرا في كل ما يتعلق به من تطورات واخبار ومعلومات حتى صار جزءا من حصيلتي الثقافية
ومنذ فترة تابعت الخلاف الحالي بين هيتئي الطيران المدني في كل من مصر والسعودية,وكعادتي-(لا قطعها الله من عاده )-اخذت أفكر وأحلل الموضوع لأعرف الطرف المتسبب في هذه الأزمة والتي نتج عنها توقف الرحلات بين القاهرة والمدينة المنورة ,مما انعكس سلبا –كالعاده- على المعتمر المصري الغلبان.
ولمن لم يتابع فملخص الأزمه أن السعودية طلبت من مصر للطيران تصريحا بهبوط شركتين سعوديتين للطيران الاقتصادي في القاهرة لتسير رحلات من والى المدينة , ومصر للطيران -لأن لها موقف معروف من هذه النوعية من الشركات - رفضت منحها التصريح , فردت السعودية بمنع مصر للطيران من الهبوط في المدينة , وحدثت الأزمه التي أدت الى تكدس المعتمرين وخسارة الشركة – طبقا للتصريحات 300000 جنيه يوميا !!!.
وشركات الطيران الاقتصادي لمن لا يعرف هي شركات طيران تقدم رحلات بتكلفة منخفضة نظير أنها بلا أي خدمات اخرى, واذا أراد الراكب أي خدمات أخرى فعليه أن يدفع ثمنها , مثل الوجبات ووسائل التسلية وخلافه.
والسؤال هنا : لماذا تمنع مصر للطيران هذه الشركات من الهبوط في مطار القاهرة , رغم أنها كثيرة في الخليج ويستخدمها عدد كبير من المغتربين المصريين , فلا تهبط إلا في الأسكندرية أو أسيوط أو الأقصر, في حين أن هذه الشركات تهبط بشكل طبيعي في العواصم العربية الأخرى مثل عمان و دمشق و بيروت و صنعاء وعواصم الخليج؟
السبب ببساطة أن مصر للطيران – المحتكرة - تخشى من المنافسة بسبب رخص أسعار هذه الشركات
وهذا يقود الى سؤال اخر:
و لماذا لم تخشى شركات الطيران الأخرى من المنافسة وسمحت للشركات الأقتصادية بالهبوط في مطاراتها؟
الاجابة الساحقة الماحقة هي ان مصر للطيران تخشى من المنافسة لانها ببساطة شديدة : شركة فاشلة بكل المقاييس !!
وليس هذا هو فقط هو الدليل على فشلها , فأي مسافر متعدد السفر مثلي يستطيع ببساطة ان يلحظ الفرق الكبير بين مصر للطيران والشركات الأخرى وأن يلمس السمات المميزة لمؤسستنا الوطنية العريقة !!!!!!!!!
فلا انتظام في المواعيد , ولا أسعار معقولة , ولا معاملة حسنة سواء في مكاتب الشركة او في المطار او على الطائرة
وخصوصا على الطائرة , فالوجبه كما هي لم تتغير منذ ان كنت في الابتدائي , وكوب الماء اذا طلبته لا يأتيك , وإذا جاء فبعد نصف ساعة على الأقل , وتأتيك به مضيفة عجوز منتهية الصلاحية , وتعطيها لك كأنك تتسولها
وللحقيقة فإن الميزة الوحيده التي نشعر بها فعلا هو المستوى العالي لطياري الشركة وهذا معروف للجميع ولا ينكره احد .
وبالنسبة لي فقد سافرت على مصر للطيران كثيرا حين كانت أسرتي كلها هنا في الخارج , ولكن عندما عدت الى هنا ثانية للعمل وأصبح اختيار شركة الطيرانللسفر هو قراري أنا فلم أسافر معهم إلا مرة واحدة - بسبب معرفتي السابقة بهم وما أسمعه من أصدقائي الذين يسافرون عليها دائما - وسبب هذه المرة الوحيده هو أنني لم أجد أماكن على الشركات الاخرى , وكانت هذه المرة عندما سافرت الى مصر للزواج , قبل الفرح بأسبوع, ولن أسرد هنا الا موقف واحد حدث اثناء هذه الرحلة المباركه !!
فبعد الإقلاع- (الذي تأخر طبعا حوالي الساعة والنصف )- بحوالي الساعة بدأت اشعر أن الجو حار جدا داخل الطائرة , وقررت استدعاء أحد اصحاب المعالي من أفراد الطاقم لسؤاله عن السبب
وبعد طول صبر جاء الي مضيف تبدو عليه مظاهر العظمة والخيلاء وينظر الي بابتسامة صفراء فهمت معناها : ماذا تريد ايها الراكب المعفن !!!!!!
ودار بيننا الحوار التالي الذي انقله كما هو بالعامية المصرية الحبيبه :
انا : لو سمحت حضرتك هو الجو حر ليه؟
الباشا :حر علشان حر !!!!!!!!!!!!!!!!!!! (بيشتغلني الأخ )
أنا : أيوة ما انا عارف إنه حر بس أنا باسأل ليه ؟ هو مش في تكييف شغال ؟
الباشا : والله بأه إحنا على طول بنظبطه على 25 !!!!!!!!!
أنا : طيب حضرتك مش شايف إن درجة 25 كتيرة شوية على ركاب عددهم حوالي 250؟
الباشا:( (وعلى طريقة محايلة الاطفال ) بص حضرتك من الشباك , إحنا العصر , شايف الشمس ضاربه في الطيارة ازاي؟؟؟ ضاربة فيها جامد , علشان كده الجو حر !!!!!!!!!!!!!!!!!
انا : وهو لما الشمس تضرب فيها تسخن كده من جوة؟ ليه ؟ هي طيارة ولا بلكونه ؟؟؟ طيب ماهي درجة الحرارة برة حوالي 40 تحت الصفر بسبب الارتفاع , ليه احنا ما اتجمدناش؟؟؟؟
الباشا كمن اكتشف ان الذي يحدثه حمار : نتجمد ازاي وجسم الطيارة بيعزل البرودة؟؟
أنا : حلو , طيب ازاي عزل برودة 40 تحت الصفر وما عزلش حرارة الشمس؟؟؟؟؟؟
الباشا بزهق وهو يربت على كتفي لاخرس : بقوللك ايه , احنا قربنا نوصل خلاص حمدا لله على السلامة , وتركني وذهب !!!!!!!!!!!!
وحينها تاكدت انه يعتبرني انسان لا قيمة له
خصوصا امثالنا من الذين نشاوا مغتربين خارج مصر , وبالتالي احببنا السفر والطيران لانه بات الوسيلة التي تربطنا بوطننا واهلنا في اجازة الصيف .
ولكن حدث معي ان تطور الأمر الى ولع بالسفر والطيران , ومنذ طفولتي وانا اهتم وأقرأ كثيرا في كل ما يتعلق به من تطورات واخبار ومعلومات حتى صار جزءا من حصيلتي الثقافية
ومنذ فترة تابعت الخلاف الحالي بين هيتئي الطيران المدني في كل من مصر والسعودية,وكعادتي-(لا قطعها الله من عاده )-اخذت أفكر وأحلل الموضوع لأعرف الطرف المتسبب في هذه الأزمة والتي نتج عنها توقف الرحلات بين القاهرة والمدينة المنورة ,مما انعكس سلبا –كالعاده- على المعتمر المصري الغلبان.
ولمن لم يتابع فملخص الأزمه أن السعودية طلبت من مصر للطيران تصريحا بهبوط شركتين سعوديتين للطيران الاقتصادي في القاهرة لتسير رحلات من والى المدينة , ومصر للطيران -لأن لها موقف معروف من هذه النوعية من الشركات - رفضت منحها التصريح , فردت السعودية بمنع مصر للطيران من الهبوط في المدينة , وحدثت الأزمه التي أدت الى تكدس المعتمرين وخسارة الشركة – طبقا للتصريحات 300000 جنيه يوميا !!!.
وشركات الطيران الاقتصادي لمن لا يعرف هي شركات طيران تقدم رحلات بتكلفة منخفضة نظير أنها بلا أي خدمات اخرى, واذا أراد الراكب أي خدمات أخرى فعليه أن يدفع ثمنها , مثل الوجبات ووسائل التسلية وخلافه.
والسؤال هنا : لماذا تمنع مصر للطيران هذه الشركات من الهبوط في مطار القاهرة , رغم أنها كثيرة في الخليج ويستخدمها عدد كبير من المغتربين المصريين , فلا تهبط إلا في الأسكندرية أو أسيوط أو الأقصر, في حين أن هذه الشركات تهبط بشكل طبيعي في العواصم العربية الأخرى مثل عمان و دمشق و بيروت و صنعاء وعواصم الخليج؟
السبب ببساطة أن مصر للطيران – المحتكرة - تخشى من المنافسة بسبب رخص أسعار هذه الشركات
وهذا يقود الى سؤال اخر:
و لماذا لم تخشى شركات الطيران الأخرى من المنافسة وسمحت للشركات الأقتصادية بالهبوط في مطاراتها؟
الاجابة الساحقة الماحقة هي ان مصر للطيران تخشى من المنافسة لانها ببساطة شديدة : شركة فاشلة بكل المقاييس !!
وليس هذا هو فقط هو الدليل على فشلها , فأي مسافر متعدد السفر مثلي يستطيع ببساطة ان يلحظ الفرق الكبير بين مصر للطيران والشركات الأخرى وأن يلمس السمات المميزة لمؤسستنا الوطنية العريقة !!!!!!!!!
فلا انتظام في المواعيد , ولا أسعار معقولة , ولا معاملة حسنة سواء في مكاتب الشركة او في المطار او على الطائرة
وخصوصا على الطائرة , فالوجبه كما هي لم تتغير منذ ان كنت في الابتدائي , وكوب الماء اذا طلبته لا يأتيك , وإذا جاء فبعد نصف ساعة على الأقل , وتأتيك به مضيفة عجوز منتهية الصلاحية , وتعطيها لك كأنك تتسولها
وللحقيقة فإن الميزة الوحيده التي نشعر بها فعلا هو المستوى العالي لطياري الشركة وهذا معروف للجميع ولا ينكره احد .
وبالنسبة لي فقد سافرت على مصر للطيران كثيرا حين كانت أسرتي كلها هنا في الخارج , ولكن عندما عدت الى هنا ثانية للعمل وأصبح اختيار شركة الطيرانللسفر هو قراري أنا فلم أسافر معهم إلا مرة واحدة - بسبب معرفتي السابقة بهم وما أسمعه من أصدقائي الذين يسافرون عليها دائما - وسبب هذه المرة الوحيده هو أنني لم أجد أماكن على الشركات الاخرى , وكانت هذه المرة عندما سافرت الى مصر للزواج , قبل الفرح بأسبوع, ولن أسرد هنا الا موقف واحد حدث اثناء هذه الرحلة المباركه !!
فبعد الإقلاع- (الذي تأخر طبعا حوالي الساعة والنصف )- بحوالي الساعة بدأت اشعر أن الجو حار جدا داخل الطائرة , وقررت استدعاء أحد اصحاب المعالي من أفراد الطاقم لسؤاله عن السبب
وبعد طول صبر جاء الي مضيف تبدو عليه مظاهر العظمة والخيلاء وينظر الي بابتسامة صفراء فهمت معناها : ماذا تريد ايها الراكب المعفن !!!!!!
ودار بيننا الحوار التالي الذي انقله كما هو بالعامية المصرية الحبيبه :
انا : لو سمحت حضرتك هو الجو حر ليه؟
الباشا :حر علشان حر !!!!!!!!!!!!!!!!!!! (بيشتغلني الأخ )
أنا : أيوة ما انا عارف إنه حر بس أنا باسأل ليه ؟ هو مش في تكييف شغال ؟
الباشا : والله بأه إحنا على طول بنظبطه على 25 !!!!!!!!!
أنا : طيب حضرتك مش شايف إن درجة 25 كتيرة شوية على ركاب عددهم حوالي 250؟
الباشا:( (وعلى طريقة محايلة الاطفال ) بص حضرتك من الشباك , إحنا العصر , شايف الشمس ضاربه في الطيارة ازاي؟؟؟ ضاربة فيها جامد , علشان كده الجو حر !!!!!!!!!!!!!!!!!
انا : وهو لما الشمس تضرب فيها تسخن كده من جوة؟ ليه ؟ هي طيارة ولا بلكونه ؟؟؟ طيب ماهي درجة الحرارة برة حوالي 40 تحت الصفر بسبب الارتفاع , ليه احنا ما اتجمدناش؟؟؟؟
الباشا كمن اكتشف ان الذي يحدثه حمار : نتجمد ازاي وجسم الطيارة بيعزل البرودة؟؟
أنا : حلو , طيب ازاي عزل برودة 40 تحت الصفر وما عزلش حرارة الشمس؟؟؟؟؟؟
الباشا بزهق وهو يربت على كتفي لاخرس : بقوللك ايه , احنا قربنا نوصل خلاص حمدا لله على السلامة , وتركني وذهب !!!!!!!!!!!!
وحينها تاكدت انه يعتبرني انسان لا قيمة له
وتاكدت أن راحة الركاب وسمعة الشركة وكفاءته في عمله هي أشياء لا تشغل بال سيادته مطلقا !!
لقد رفض ان يعترف بالخطاء وبان اجهزة التكييف لا تعمل جيدا , ورفض حتى مجرد الاعتذار , وحتى في اسلوب حواره معي كان فاشلا !!!!
إن أول خطوة في تحويل الفشل الى نجاح هي الاعتراف بالفشل والخطأ, ولان هذه الخطوة لم تات فلن يأتي النجاح ابدا , وسنستمر من فشل الى فشل !!!!!!!
إن أول خطوة في تحويل الفشل الى نجاح هي الاعتراف بالفشل والخطأ, ولان هذه الخطوة لم تات فلن يأتي النجاح ابدا , وسنستمر من فشل الى فشل !!!!!!!
هذا هو السر
شكرا , وحمد لله على السلامة !!!
